تزخر مصر بالعديد من المناظر الخلابة والجزر الساحرة، ومن أبرزها جزيرة فرعون، التي تقع في أقصى الشمال الشرقي لمصر بين سلسلة جبال وهضاب طابا، وتطل على خليج العقبة وتصل مساحتها إلى 508.8 فدادين، في ما يبلغ عدد السكان نحو 3 آلاف نسمة، وتتميّز الجزيرة بإمكانية مشاهدة 4 دول، هي: مصر، فلسطين، الأردن، والسعودية، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالى 240 كيلومتراً، كما تتميز المدينة المصرية بمناخها المعتدل طوال أيام السنة، لكنها تكون شديدة البرودة في فصل الشتاء.

وتنقسم الجزيرة إلى قسمين؛ الأول عبارة عن مواقع لممارسة رياضة الغطس في أعماق سيناء الجذابة، والثاني يتضمن مواقع أثرية يعود تاريخها إلى أزمنة مختلفة “فرعونية، عثمانية، وسلجوقية”؛ إذ استخدمت في العصر الفرعوني كمكان مخصص لتخزين الأسلحة والسلع التجارية، كما استخدمت في العصرين الأيوبي والسلجوقي لأغراض عسكرية بهدف حماية الجهة الشرقية من الحدود المصرية وتأمين طريق الحج.

ويوجد بالجزيرة قلعة صلاح الدين، وتتميّز بأهمية سياحية وتاريخية، إذ حاصرها أمير حصن الكرك أرناط، من أجل قطع طريق التجارة والسيطرة على طريق الحج وذلك في العام 1182 ميلادية، إلا أن أبوكر بن أيوب، شقيق صلاح الدين قام بمواجهته، وقد تم إنشاء القلعة على نتوءين بارزين على أرض الجزيرة، وهي مُحاطة بأسوار عالية وبها أبراج تهدف للحماية من أي عدوان، وتتضمن بداخلها أماكن مخصصة لتخزين الحبوب والسلاح والذخيرة، إضافة إلى وجود غرف للجند ومسجد للصلاة، ولم تخلُ القلعة من أبراج مراقبة لتضييع عنصر المفاجأة الذي كان يلجأ إليه الأعداء أثناء الهجوم على الجزيرة فترتبك حساباتهم وتكون الهزيمة نصيبهم.